سميرة ابراهيم الادارة العامة
عدد الرسائل : 1327 تاريخ التسجيل : 25/08/2007
| | الحلقة الثانية من حلقات برنامج قصص القرآن ج 2 | |
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أهلا بكم، إن شعارنا لهذا العام (سنحيا بالقرآن).
يقول النبي – صلى الله عليه وسلم-: (اقرءوا القرآن فإنه يأتي شفيعا لأصحابه يوم القيامة) لقد أقررنا اتفاقية بينكم وبيننا بأننا سنقوم بحملة سنحيا بالقرآن، ملصقٌ سنضعه في كل مكان ولقد اتفقنا عليه وهو موجود على موقع www.amrkhaled.net من الممكن أن تقوموا بعمل تحميل له، فنحن نريد عشرة ملايين ختمة للقرآن في رمضان؛ لكي نقابل بها الله تعالى ونفرح بها يوم القيامة، ولقد وضعنا على الموقع عدّادا فاشتركوا معنا لنحيا بالقرآن ونعيش بالقرآن لنصلح به حياتنا.
القرآن والقيم:
بالقرآن الكثير من القيم لإصلاح الحياة كلها، انظروا الآية الجميلة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ ...} (الأنفال: الآية 24 ) بماذا يحيكم؟ بالقيم الموجودة في القرآن وبالمعاني العظيمة الموجودة في القرآن ولهذا شعارنا سنحيا بالقرآن. سنأخذ في كل حلقة قيمة من القيم التي يقول عنها الله تعالى {...إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ...} قيمة في كل يوم من خلال قصة سيدنا موسى، وسنجمع كل هذه القيم في جدول، وسنختار قيمة في كل مرة.
قيمة العدل وعدم الظلم:
ويجب أن نركز على هذه القيمة الموجودة في قصة سيدنا موسى ألا وهي "عدم ظلم الآخرين". إياك أن تقف أمام الله يوم القيامة وأنت ظالم أو معين لظالم أو ساكت على ظلم، فلا تظلم أمًّا أو تحرمها من أولادها، إياك وظلم الضعيف أو أن تظلم خادما أو خادمة تعمل لديك، إياك أن تظلم موظفا بسيطا أو أن تأكل حق يتيم أو أرملة، وإياك وظلم الأجير أو تأخير حقه، إياك ودعوة المظلوم فلا يوجد بينها وبين الله حجاب، إياك أن يراك المظلوم تقف مع الظالم أو تبتسم له فيدعوا عليك وعليه معا، فيغضب الله عليك كما غضب عليه، إياك أن تمشي على أرض الله وتحت سمائه وأنت ظالم، حيث يقول الله تعالى: {... فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} (الأعراف: الآية44)، فالظالم ملعونا لا يفلح أبدًا لا في الدنيا ولا في الآخرة، يقول تعالى: {... إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} (القصص: الآية 37) فمهما كان مع الظالم أنصار ليساعدوه فإنهم في النهاية سيتخلون عنه {...وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} (المائدة: الآية 72) إياك والظلم، إياك وأن تعدل مع الناس وتظلم أهل بيتك، إياك وظلم زوجتك، إياك وضربها أو إهانتها أو أن تعيّرها بأهلها أو تحرمها حقوقها، إياك وظلم أولادك في المعاملة، إياك وظلم أبويك بسوء المعاملة إلا أبويك فدعوتهما مستجابة سواءً إن كانت الدعوة لك أم عليك، إياك وظلم نفسك بأن تسكت وتقبل بالذل فتعتاد عليه فتصبح ظالما لنفسك.
إياك أن تدخل رمضان وأنت تظلم. هل تريد أن يعتقك الله هذا العام؟ هل ترغب في بلوغ ليلة القدر؟ هل تريد أن يكتب الله لك قصرا في الجنة ويغفر لك؟ لا يمكن وأنت ظالم وذلك لقوله تعالى: {...وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} (هود: الآية 44) وقوله أيضا: {... وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (البقرة: الآية 258) ، أترى خطورة الموضوع؟ إذًا ما هي قيمة اليوم؟ قيمة اليوم هي العدل فلا بد منه، هل أنت مستعد لكل ذلك؟ فما بالك بيوم القيامة؟ يقول تعالى: {...إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقًا } (الكهف: الآية 29) هذا عقاب الظالمين فإذا دعتك قوتك أن تظلم الناس فتذكر قوة الله عليك {...وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا...} (البقرة: الآية 165)، فالله تعالى أقوى من الجميع، هناك دائما قانون يقول بأنه إذا ظلمت يسلط الله عليك من يظلمك فيأخذ حق المظلوم منك، وكما ظَلمت يأتي من يظلِمُك ويؤذيك وينتقم منك، وتعالوا نعود لقصة سيدنا موسى.
ذبح فرعون لذكران بني إسرائيل:
ذكرنا من قبل أن بني إسرائيل قُتل منهم أطفالهم، وكانوا أطفالاً رضعا، فكان الجنود يتركون الإناث ويأخذون الذكور فيذبحونهم ويلقون بهم في النيل. عشرة أطفال ولم تعلم بنو إسرائيل ما الأسباب؟ أو ما الجريمة التي ارتكبوها؟ ومن وراء هذه الجريمة؟ أو حتى لمن يشتكون؟ ففكروا أن يرفعوا الأمر لفرعون ويشتكون إليه، ولكن هل سيصل صوتهم إليه؟ أصعب شيء أن تُظلَم ولا تستطيع أن توصل صوتك إلى ولي الأمر، فأخذوا يستقصون الأمر وكانت المفاجئة أن من أصدر قرار ذبح الأطفال كان فرعون نفسه، أصابت بني إسرائيل مصيبة فقد أصدر فرعون قانون منذ شهر بقتل الذكور من بني إسرائيل، وقد قتل حتى الآن عشرة ولكن بعد ذلك سيصل العدد إلى ألف طفل ذبيح، وقد سمع بهذا الكلام عائلة مكونة من أم وأب وأطفالهما الاثنين، اسم الأم "يوكابد" وهي أم مؤمنة مخلصة قوية، واسم "يوكابد" في اللغة العبرية القديمة معناه عزيزة أو كريمة، يبدو أن من أسماها بذلك شعر بالأزمة التي يعيشها بنو إسرائيل من ذل، فأحب أن تكون ابنته غير ذلك فأسماها عزيزة أو كريمة هذه هي الأم، أما الأب فاسمه "عمران" وجدّ هذا الأب هو سيدنا يعقوب هؤلاء هم عائلة سيدنا موسى عليه السلام. تعالوا معنا لنعرف شجرة العائلة الخاصة بسيدنا موسى ونعرف من هم أجداده ومن أين أتى؟ ومن أين أتى أبوه عمران؟
شجرة العائلة الخاصة بسيدنا موسى:
تبدأ شجرة العائلة بسيدنا يعقوب فهو الجد الأكبر لسيدنا موسى، وتحت سيدنا يعقوب ستجد الاثنى عشر أخا لسيدنا يوسف، ومن أخوة سيدنا يوسف أخ يسمى "لاوي" من نسله "عازر" فـ" قاهث". ينحدر بعد ذلك عمران وأخيرًا الأخوة الثلاثة: مريم وهارون وموسى عليه السلام، وبالمناسبة بين سيدنا موسى وسيدنا يوسف أربعمائة عام، فسيدنا يوسف هو أخو جده.
ولكن تعالوا نعود إلى سيدنا موسى، لما وقع الظلم على بني إسرائيل؟ وما السبب الذي جعل فرعون يذبح أولادهم؟ أم أنهم فعلوا شيئا ما؟ لكي نجيب على هذا السؤال يجب أن نعود إلى الوراء منذ أربعمائة عام مضت، فنعود لعصر سيدنا يوسف، لماذا جاء بنو إسرائيل إلى مصر من الأساس؟ وماذا حدث خلال الأربعمائة عام؟ وهل جاءوا معززين مكرمين أم جاءوا مذلولين؟ وما الذي حدث لهم خلال الأربعمائة عام حتى يصلوا لذبح أولادهم و يأتي سيدنا موسى في النهاية ليخلصهم؟ لنعد إلى الوراء أربعمائة عام، ظَلم بنو إسرائيل فظُلِموا، وظَلم غيرهم فجاء من يظلِمه واستمرت الدائرة إلا واحد منهم كان عادلاً فظل كريما محترما عزيزا، ولم يكن سيدنا موسى قد ولد بعد، لكي يعلمنا الله ألا نظلم، فالقصة كلها مبنية على خطورة الظلم في تاريخ البشرية. | |
|
السبت أغسطس 29, 2009 8:08 am من طرف سميرة ابراهيم