سميرة ابراهيم الادارة العامة
عدد الرسائل : 1327 تاريخ التسجيل : 25/08/2007
| | الحلقة الثالثة من حلقات برنامج قصص القرآن ج 2 | |
( الحلقة الثالثة )
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
تذكرة:
قبل أن نبدأ يجب أن نراجع بعض المعاني الأساسية التي يجب أن نحافظ عليها طوال رمضان، أولًا: النية، هناك كلمة جميلة تقول: "أحيانًا عمل صغير تكبره النية، وأحيانًا عمل كبير تصغره النية، من الممكن أن يأتي رمضان ونيتك صغيرة، أو تقوم بعمل صغير ولكن نيتك مع الله كبيرة فيبارك الله في هذا العمل، ويصبح مصدرًا لعزتك ورفعتك ورضى الله عليك في الدنيا والآخرة. فما هي نيتكم في رمضان؟ "ما خطا عمر بن عبد العزيز خطوة إلا وله فيها نية"، لا يكفي أن تقول أنا صائم! ولكن ضع نية كبيرة، نية توبة إلى الله، أو إيقاف سلوك سيء في حياتك، أو الانتقال من الفشل إلى النجاح بسبب رمضان وطاقته هذا العام، أو بنية سأعبد الله كما لم أعبده من قبل، سأعيش لله، سأعيش للإسلام، سأقدم شيئًا كبيرًا للإسلام، سأنصر المسلمين من مجالي...إلخ. فرمضان فرصة وطاقة تمدك للعام القادم.
ثانيًا: القرآن، شعارنا هذا العام "سنحيا بالقرآن"؛ القرآن الذي سماه الله تبارك وتعالى نورًا وهداية ورحمة وشفاء وروحًا. أتمنى أن نعيش بالقرآن هذا العام فنكون مثل الصحابة، ما رأيك أن نقلد الصحابة لمدة شهر واحد في العام ونعيش مع القرآن؟، نكون مثلًا مثل سيدنا عبد الله بن عباس، يقول: (كنا إذا سمعنا {يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا..} انتفضنا وقمنا قائلين "نعم يا رب" لأن الله يحدثنا)، أو نكون مثل الأحنف بن قيس الصحابي الجليل الذي قال كلمة جميلة: (كنت أقرأ القرآن وأسمع الآية {لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ ...} (الأنبياء:10) فكنت أقرأ القرآن كل يوم وأرى كيف يذكرني الله اليوم، فيفتح القرآن ويقرأ {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ ...} (الأنفال:2) فيقول: "لست من هؤلاء" ثم يفتح اليوم الذي يليه فيقرأ {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ...} (التوبة:67) فيقول: "لست من هؤلاء"، ثم يفتح اليوم الذي يليه فيقرأ {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (التوبة:102) فيقول: "أنا من هؤلاء") "ذكركم" أي شرفكم وأخباركم وكيف يجب أن تعيشوا وكيف تأخذون قراراتكم في حياتكم، أترى كيف كان يشعر بالقرآن؟ هيا نعيش مع القرآن ثلاثين يومًا، وقصة سيدنا موسى ذكرت في خمسين سورة، أي ربع القرآن، ستفهم خمسين سورة في القرآن، فهذه فرصة لتفهم وتحب وتشعر وتتذوق حلاوة القرآن.
حملة "سنحيا بالقرآن":
سنقوم بعمل حملة لأول مرة في رمضان لتحبيب الناس في القرآن ونأخذ ثوابها جميعًا، هيا نقوم بنشر ملصق مكتوب عليه "سنحيا بالقرآن"، وهدفه هو تذكير الناس بأننا سنحيا بالقرآن. يمكنك تنزيله من موقع www.amrkhaled.net ووضعه في كل مكان يمكن للناس أن تراه فيه، في العمارة أو في المنزل أو في أي مكان، لتذكر عائلتك وجيرانك والناس في كل العالم العربي والإسلامي أننا سنحيا بالقرآن وتأخذ ثواب كل من سيراه. الهدف هو أننا لدينا هدف كبير وهو عشرة ملايين ختمة لمتابعي هذا البرنامج فقط، وقد قمنا بوضع عداد على www.amrkhaled.net لتقوم بإدخال عدد الختمات التي تقوم بها أنت ومن لا يستطيعون الدخول على شبكة الإنترنت، فعندما يأتي الخامس والعشرون من رمضان نجد عشرة ملايين ختمة، فيقول الله لنا يوم القيامة أنتم من اشتركتم في عشرة ملايين ختمة، ويكون لنا مكان خاص.
سنوفر لكم على موقع www.amrkhaled.net عدة أشياء: ملصق "سنحيا بالقرآن"، والحلقات كاملة لتشاهدونها وتنشرونها كما تشاؤون، بالإضافة إلى مسابقة رمضانية والعديد من الأشياء الأخرى، كما سألتقي بكم يوميًا للدردشة. بعد الحلقة يوميًا ادخلوا على الموقع واكتبوا خاطرة أو قصة أو تعليق، وستكون هناك جائزة يومية لأفضل تعليق أو مداخلة لها علاقة بالقيمة اليومية.
مقدمة
نحن نتحدث كل يوم عن قصة متسلسلة من قصة سيدنا موسى، ونتحدث عن قيمة من قيم القصة، لأن قصة سيدنا موسى متداخلة مع القيم والأخلاق تداخلًا عميقًا، لأن هدفي ليس هو حكاية القصة فقط بل ترسيخ القيم، فرصيد القيم أهم من رصيد البنوك، رصيد البنك ينفد ولكن رصيد القيم يبني أممًا، انتبه من أن تهتم برصيد البنك أكثر من رصيد القيم والأخلاق، لا تقل لابنك: لقد تركت لك رصيدًا بنكيًا بكذا ولكن قل له: لقد تركت لك رصيدًا من القيم.
الحلقة الأولى كانت المشهد الوحشي لذبح الأطفال وإلقائهم في النيل أمام أمهاتهم، الحلقة الثانية كانت تحكي كيف قام بنو إسرائيل بالوصول إلى مصر ودخولها أيام سيدنا يوسف، والقيمة الأساسية كانت إياك والظلم، وبعد الحلقة وجدت شابًا يقول لي: لقد أصابني بعض الضيق بعد الحلقة، لأني شعرت أنني متعاطف مع بني إسرائيل لأنهم ظُلموا كل هذا الظلم وأنا لدي موقف معين من بني إسرائيل، فشعرت أنه يجب أن أقول معنى هامًا جدًا، فقيمة أمس كانت إياك والظلم، فردي على الشاب هو أن الإسلام علمنا أن يكون لدينا موقف ثابت وقيمة كبيرة، لا للظلم، فرعون ظلم بني إسرائيل، ومن ظُلم بالأمس هو من يظلم اليوم إخواننا في فلسطين، أنت لديك ثبات في القيم والأخلاق فترفض الظلم وهذا من حلاوة الإسلام، أنك تتعاطف مع المظلوم حتى لو كان الظالم مصريًا وأنا مصري. لذلك لنفس هذا السبب أنا أرفض أن يُظلم إخواني اليوم، لا للظلم في كل زمان وكل مكان.
سنتحدث اليوم عن مصر وعن الشخصيات الرئيسية أمام سيدنا موسى، ونبدأ نرسم صورة لمهمة سيدنا موسى، لأننا سنتحدث في المرة القادمة عن مولد سيدنا موسى، فاليوم هو آخر حلقة في المقدمة لتتعرف على الظروف والأحوال.
| |
|
السبت أغسطس 29, 2009 8:06 am من طرف سميرة ابراهيم