السلام عليكم
التمييز بين الأبناء
يقطِّع أوصال العائلة.. ويزرع الفرقة.. وينشر الحقد
يعتبر التمييز بين الابناء ذكوراً او اناثاً او بين الاخوة عموماً مثل نار مختبئة تحت الرماد فهي احد الاخطار المحدقة في المجتمع والتي يمكن ان تعود به الى عصر الجاهلية الاولى لذا تعد التربية هي المسؤول الاول عن سلوك الابناء في كل مراحل حياتهم
وهناك اخطاء في التربية قد ينتج عنها فراق بين الابناء وفي العادة يكون هذا الفراق والشقاق ناتجاً عن الفجوة المستمرة بين الآباء والامهات ما يجعل الابناء في حيرة من امرهم ولذلك يسعى كل من الآباء والامهات الى احتضان الطفل الذي يميلون اليه ويفضلونه عن بقية الابناء هذا من جانب اما الجانب الآخر المهم وقد يكون الوالدان منفصلين فتزداد بذلك معاناة الابناء في التمزق النفسي وبعد ذلك يتحول صراع الآباء الى تمييز بين الابناء وهذا يؤدي بالنتيجة الى غياب القدوة وانحسار سلطة الوالدين لمواجهة السلوكيات لبعض الابناء ما يجعل الابناء ينقسمون ضد بعضهم البعض ويولد عندهم روح التذمر والتمرد والحقد على الآخر فيسعون بالنتيجة الى الانتقام بالطريقة التي يرونها مناسبة لهم. وعن هذه القضية التقينا اولاً..
عقد منفرط
يقول السيد ابو وليد:-
- ان لي من الابناء خمسة فقد تعبت في تربيتهم وقدمت الغالي والنفيس من اجلهم ولكن بعد ان كبروا واصبحوا رجالاً احسست بالفارق الذي وضعته بينهم والله يعلم انني لم اقصد ان افرق بينهم ولكنه حدث اني كنت احب كبيرهم حباً جماً فعلمته طريقة عملي واسرارها بحيث قومته وصيرته الى قائد في ميدان العمل وكان قصدي في ذلك هو حماية اخوته البقية من مصاعب الزمن واعالته لهم ولكن انفرط العقد وتسرب كل شيء من يدي حين ادركت انني بتصرفي هذا قد خلقت منافسة حادة فيما بينهم مع انني حاولت ان اقطع هذه المنافسة ولكن دون جدوى بعد كل هذه السنين الطويلة التي عشتها لرعايتهم لم يبق لي الا الكبير مهو يرعاني في كبري، اما البقية فقد نفروا مني ومن اخيهم الكبير بسبب حبي ورعايتي له لم اكن اعلم انهم بهذه القسوة وبهذه الروح العدائية في حين انهم كانوا طيبين اما الان فقد اضعت ابنائي الاربعة في غفلة من الزمن ولكن دون قصد وادركت ان هذا يرجع الى عدم معرفتي بتربيتهم فليست الحياة كلها عملاً.
قطيعة بين الأخوة
اما السيد ابراهيم ابو مهيمن فيقول: رحم الله ابي فقد انجب في البداية ثلاثة بنات ثم اتبعهن بثلاثة اولاد لكن الولد الاول فينا ظل له مكانة خاصة ومميزة ويحظى بحب ابي وتفضيله علينا وقد انعكس ذلك على امي التي اصبحت تفضل اخي الكبير وكانا يحاولان اخفاء هذا التفضيل اما بالنسبة لنا فقد كان واضحاً الفرق في المعاملة بيننا والغريب في ذلك ان اخي الكبير اصيب بمرض فزاد حبهم له وقد انفق ابي الكثير على زواجه وخصه باشياء كثيرة ومبالغ فيها ومع هذا الحب والعطايا الكثيرة فقد تسلطت زوجة اخي على كل من في البيت واصبحت تدير اموره بطريقتها التي لا تناسبنا ودب الشقاق بيننا وبين اخينا وزوجته الى ان وصل الحال الى الفرقة والتقاطع لمدة طويلة ولم نكن نحن الاخوة نطلب من ابي رحمه الله سوى العدل بيننا ولا يفضل اخي الكبير الذي انتهج نهجاً منافياً لروح الاخوة ومنافياً لروح التسامح بحيث انه سيطر على امي بعد وفاة ابي فقد استولى على كل شيء ولم يترك لنا حتى قيد انمله ولكن مع تقدم العمر به بدأ الآن يحاول التقرب منا بشتى الوسائل والطرق ولكن هذا لن يعوض علينا ابدا ما فات من حياة ابي وحياتنا معه.
تمييز دون وجه حق
وتحكي لنا السيدة ام خالد قصتها مع التفريق والتمييز الذي أصابها في العائلة فتقول:-
- لقد نشأت في اسرة تفضل الذكور على الاناث وتحرم الاناث من الميراث ولو بالكلام وتهمل تعليم البنات وليس بالضروري ان تكون البنت متعلمة فهي من وجهة نظرهم خلقت لاداء الواجبات البيتية ليس الا فقد عانينا انا وجميع اخواتي من هذا التمييز الذي كان بدون وجه حق في زواجنا الذي لم نكن نعطي فيه اي رأي حيث كانت امي رحمها الله تنظر الى الولد على انه القدوة الحسنة في البيت ويجب على الكل ان يطيع امره ولا يستثني له امراً مهماً كان صعباً وهذا فيما بعد اعطى الحق للاخوة بالتصرف في كل شيء حتى حياتنا وكانوا يعتبروننا قطعة من قطع الاثاث في البيت وعلى هذا فقد تم تزويجنا وفق رؤيتهم للامور وللزوج واحمد الله ان زوجي كان ابن خالي وخالي رجل متفهم ولولا توفيق الله ورعايته لنا لما كنا الآن في بيوت ومتزوجات الفرق الوحيد الذي ما زلت اعانيه في تربية ابنائي وبناتي بشكل منصف ودون تمييز
الثلاثاء أكتوبر 16, 2007 3:47 pm من طرف سميرة ابراهيم