الصداقة هي تلك العلاقة الحميمة التي تتآلف فيها القلوب والنفوس معاً، وتجعل من واحة الحياة الواسعة خيمة للاستظلال والراحة، وربما تكون مستودع الاسرار ومخبأ الحكايات والقصص التي لا يمكن ان تدور وتغفو فيها الا حينما تستكين الثقة وتستريح تحت جناحها الاليف وللصداقات اصول وجذور تنبع من اعماق النفس التي ترضى ان يكون لها صدى وصورة تعكس واقع الحب بكل مستوياته وارضياته المختلفة.
ونسأل الآن وبعد ان غيرتنا الظروف وحلت بنا النكسات والاحداث المرة، وبعد ان ايقنا تماماً ان الايام تتسارع بنا نحو الذكريات فقط ليس الا ونسأل.. هل تبقى من الصداقة شيء؟!! بعد كل هذا.. وهل مازلتم تلتقون اصدقاءكم وصديقاتكم كالسابق؟!! فبعد ان حلت الفرقة الحتمية وحصدت المفخخات ارواح البعض.. وهجرت العوائل بعيداً عن بيوتها الاصلية.. وحل الخوف والفراق والرضا بالقدر بدلاً من الفرح والرفاهية والحياة المتجددة بالامال والرغبة في العيش السعيد في مدينتنا وازقتنا وقرب اصدقائنا ومحبينا لنطوف مجدداً في عالم وحكايات الوجع العراقي لنسجل معاً ما آلت اليه الظروف التي مزقت اجمل واحلى العلاقات!!
عن هذا سجلنا هذه الصور.
الصورة الأولى
سوية جاءا على الموعد ليكونا في صباح احد الايام مع طابور المتطوعين في الجيش وكانا يضحكان ويداعبان احدهما الاخر في المهنة الجديدة التي ينتظرانها.. شابان لا يتجاوز عمرهما العشرين، اصدقاء من محلة واحدة ارتبطت صداقتها حتى مع التفكير بان يكونا معاً في خدمة الوطن.. ولكن يبدو ان الاقدار والاحداث لم تمهلها ليكملا مشوار الحياة معاً فقد جاءت المفخخة اللعينة لتنشر احدها اشلاء ممزقة ولتصيب الآخر يعوق بعد ان سقط جريحاً.
هذه هي حياتنا لم تترك للفرح وللاشياء الجميلة التي نحلم بها ان تدوم وتستمر.. وها هي الصداقة اندثرت بين ركام التراب واسرة المرض والعوق، بعد ان كانت تحلم ان تحلق باجواء اخرى تنتشلها من الضياع والبطالة فاختارت ما لابد منه وكان ما كان!!
الثلاثاء أكتوبر 16, 2007 3:40 pm من طرف سميرة ابراهيم