سميرة ابراهيم الادارة العامة
عدد الرسائل : 1327 تاريخ التسجيل : 25/08/2007
| | ذباب أخضر ..محمود درويش | |
ذباب أَخضرالمشهد هُوَ هُوَ. صيفٌ وعَرَقٌ، وخيال يعجز عن رؤية ما وراء الأفق. واليوم أفضلُ من الغد. لكنَّ القتلى هم الذين يتجدّدون. يُولَدُون كُلَّ يوم. وحين يحاولون النوم يأخذهم القتلُ من نعاسهم إلي نوم ٍبلا أحلام. لا قيمة للعدد. ولا أَحد يطلب عوناً من أحد. أصوات تبحث عن كلمات في البرية، فيعود الصدى واضحاً جارحاً: لا أَحد. لكن ثمَّـةَ من يقول:
من حق القاتل أن يدافع عن غريزة القتل . أمَّا القتلى فيقولون متأخرين:
من حق الضحية أن تدافع عن حَـقِّها في الصراخ . يعلو الأذان صاعداً من وقت الصلاة إلى جنازات متشابهة: توابيتُ مرفوعةٌ على عجل، تدفن على عجل… إذ لا وقت لإكمال الطقوس، فإنَّ قتلى أخَر يتقادمون، مسرعين، من غاراتٍ أخرى. قادمون فُرَادى أو جماعات… أو عائلةً واحدةً لاتترك وراءها أيتاماً وثكالى. السماء رماديَّة ٌرصاصية، والبحر رماديٌّ أزرق. أَمَّا لون الدم فقد حَجَبَتْهُ عن الكاميرا أَسرابٌ من ذباب أَخضر! من : أثر الفراشة لمحمود درويش | |
|