سميرة ابراهيم الادارة العامة
عدد الرسائل : 1327 تاريخ التسجيل : 25/08/2007
| | المرأة العربية بين المدونات النسائية والصحافة الإلكترونية | |
المرأة في عصر تكنولوجيا الإعلام والاتصال
المرأة العربية بين المدونات النسائية والصحافة الإلكترونية متخصصون يرصدون علاقة المرأة بتكنولوجيا الإعلام والاتصال من خلال المدونات النسائية والصحافة الإلكترونية. ميدل ايست اونلاينكتب ـ المحرر الثقافي صدر مؤخرا عن مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث "كوثر" وصندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة "اليونيفيم" وبدعم من برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية "الأجفند"، كتابٌ بعنوان "المرأة العربية وتكنولوجيا الإعلام والاتصال". يتضمن الكتاب أربع ورقات علمية تطرقت إلى مجموعة من القضايا ذات العلاقة بأوجه تفاعل المرأة العربية مع تكنولوجيا الإعلام والاتصال، ومدى استفادتها من تكنولوجيا الاتصال الرقمية والتفاعلية وخاصة الإنترنت. وتمثلت أبرز المواضيع المدروسة في: المدونات النسائية العربية، واستخدامات الإعلاميات للإنترنت، وصورة المرأة في الصحافة الإلكترونية. وخلصت الورقات العملية المضمنة في الكتاب إلى مجموعة من النتائج من أبرزها :
المرأة العربية والمدونات
• تمثل المدونات آلية لاندماج المرأة في فضاءات علائقية (الجماعات الافتراضية) لا تخضع فيها لمعايير التمييز والتفرقة والتراتبية التقليدية. • تحتل المدونات النسائية مكانة غير هامشية في المجتمعات كما أنها تحصل علي المراتب الأولى عندما تشارك في مسابقات وطنية أو عالمية. • تتسم المدونات النسائية بطابعها الحميمي والشخصي بالرغم من أن بعض المدونات تثير مسائل سياسية. • تمثل المدونات عالما جديدا للمرأة فيه حضور خاص. فالمدونات النسائية تعكس صورة مختلفة عن النماذج النمطية التي تتداولها النخب حول المرأة والخاضعة لحداثة شكلانية (والتي تختزلها صورة المرأة – الجسد) أو تلك الملتزمة بالتقاليد الفاضلة (والتي تختزلها صورة المرأة المحترمة التي تلتزم بالقيم الثقافية الأصيلة). • تكشف المدونات النسائية عن عالم النساء المعقد والمختلف، حيث ليس للمرأة جسد فج أو فاتن وروح خالصة. وتتجلى المرأة ككائن مركب لا يمكن اختصاره في الثنائيات المتداولة. • تشكل المدونات النسائية عالما موازيا يمكن داخله بناء علاقات اجتماعية صعبة التحقق في مجتمعات تقوم على الفصل بين عوالم الرجال والنساء.
المرأة والصحافة الإلكترونية
• صحافة الإنترنت الناشئة في الوطن العربي لا تزال تحمل ملامح ذكورية سواء في موضوعاتها وأساليب تناولها للقضايا المختلفة وكذلك المساهمين في إعدادها، ولا يزال حضور المرأة فيها محدود من حيث المساهمة والتأطير. • حضور المرأة في الموقع الإلكترونية كموضوع وكمساهم في المحتوى الإعلامي متواضع من الناحية الكمية مقارنة مع المساهمات والموضوعات التي تخص الرجل. • المرأة العربية لا تزال بعيدة كل البعد عن قطاع صحافة الإنترنت سواء من ناحية المساهمة في المادة الصحفية أو من ناحية التقديم، رغم أن المواقع الإلكترونية المدروسة تبدو حريصة على منح المرأة التغطية المناسبة في سياقات متنوعة أهمها سياق الحدث أو المناسبة التي تبدو وكأنها تحتم ضرورة نقل الأخبار المتعلقة بالمرأة. • المواقع الإلكترونية تولي اهتماما متفاوتا بالمرأة كموضوع ومساهمة في المحتوى. غير أن هناك بعض المواقع التي تمنح مساحة أكبر للمرأة الكاتبة القادرة على التعاطي مع القضايا الاجتماعية والسياسية والفكرية، والمرأة الصحفية القادرة على أن تسهم بخبراتها الإعلامية في العمل الصحفي الإلكتروني.
المرأة في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصال
• توجد المرأة في وظائف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ذات الأجور المتدنية وهي الوظائف التي تتطلّب موظفا واحدا مثل أمناء الصندوق أو العاملات في مجال إدخال البيانات، بينما يوجد الرجل في الوظائف ذات الأجور المرتفعة والإبداعية في مجال تطوير البرامج المعلوماتية أو إطلاق شبكات الإنترنت. • تطوّر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يقدّم فرصا جديدة عديدة للمرأة، إلا أن التمييز القديم بين المرأة والرجل لا يزال مستمرا، لأنه يغيب تدعيم هذه الفرص بسياسات مدروسة لتأمين المشاركة والملكيّة والتعليم والتدريب على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للمرأة. • الأنماط الثقافية والمجتمعية والعادات والتقاليد السائدة غير مشجعة لتطوير وزيادة مساهمة المرأة في مجالات العلم والتكنولوجيا والتي تحد بالتالي من مشاركتها بفاعلية في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
استخدامات الصحفيات للإنترنت
• نوع الجنس ليس محددا للتعامل مع الكمبيوتر والإنترنت، وتعتبر المعارف من بين المحددات الأساسية لدرجات التفاوت التي تم تسجيلها في النفاذ إلى الكمبيوتر والإنترنت. • كما تتداخل عوامل عدة أخرى لتسهم في خلق تفاوت بين الصحافيات والصحافيين في المعارف والاستخدامات على حد سواء، منها ما تواجهه الصحافية من ممارسات تمييزية داخل بيئة العمل وفي إطار الأسرة والمجتمع. • التمييز ليس دائما ممارسات ظاهرة يتم إدراكها بسهولة، فالممارسات التميزية بين الجنسين في مجال استخدام الكمبيوتر والإنترنت لا تبدو كذلك في الظاهر ولا يمكن الكشف عنها بسهولة. • الصحافية تعاني تمييزا داخل بيئات العمل في مجال استخدام الكمبيوتر والإنترنت، لأن العاملين في أقسام الشؤون العالمية ومن هم في مواقع صنع القرار، هم في الغالب من الرجال، يتمتعون بفرص أكثر في التواصل بالإنترنت ويمنحون أجهزة كمبيوتر فردية مرتبط بشبكة الإنترنت وهو ما لا يتاح لجميع الصحافيين. • الصحافية تعاني من الممارسات الاجتماعية التمييزية في الوصول إلى الإنترنت، بسبب العوائق الاجتماعية ونظرة المجتمع إلى أدوار الرجال والنساء وبسبب ما يمارس من تمييز لصالح الفتى في التواصل بالإنترنت في الأسرة وفي الفضاءات العمومية. • مضمون شبكة الإنترنت يكرس تمييزا ضد الصحافية، عموما من خلال تحيزه في الغالب ضد النساء وعدم مراعاته لاحتياجاتهن، لأن الإنترنت كرست التوجه نفسه للإعلام التقليدي الذي يعكس في الغالب تطلعات الفاعلين الأساسيين فيه. شارك في إنجاز هذه الورقات العلمية كل من الدكتور الصادق الحمامي، أستاذ مساعد بقسم الاتصال بمعهد الصحافة وعلوم الإخبار بتونس الذي أنجز ورقة بعنوان "عالمهن المنكشف" المدونات النسائية العربية" تناولت المدونات باعتبارها شكل جديد من أشكال الإعلام وكظاهرة حديثة وأحد تجليات تحولات الإنترنت، وكشكل من أشكال الإعلام الجديد وكعلامة لتحولات كبيرة يشهدها المجال الإعلامي. وركزت هذه الورقة على موضوع الفتاة والمرأة العربية في "مجتمعات المدونات العربية" وعن المدونات النسائية باعتبارها مدخل جديد في التفكير في علاقة المرأة بالأعلام. وشارك الدكتور محمد إبراهيم عايش، عميد كلية الشارقة بالإمارات العربية المتحدة، بورقة بعنوان "المرأة العربية والصحافة الإلكترونية: دراسة تحليلية للحضور الإعلامي للمرأة العربية في ثلاثة مواقع إعلامية إلكترونية، هي موقع الشرق الأوسط وإيلاف كم والجزيرة نت، قصد دراسة مساهمة المرأة في هذه المواقع كمحررة وكاتبة أو مراسلة، ومن خلال كونها مستخدمة للشبكة، مثلما أنها أيضا موضوع إعلامي. أما الورقة العلمية الثالثة فتحمل عنوان "اتجاهات تفاعل المرأة العربية مع تكنولوجيا الإعلام والاتصال" للدكتورة حنان يوسف، أستاذ إعلام مساعد بجامعة عين شمس بمصر. وألقت هذه الورقة الضوء على واقع تفاعل المرأة العربية مع تكنولوجيا الاتصال والإعلام بشكل عام وذلك من خلال تحديد معالم هذا الواقع، واتجاهات تطوره، والعقبات التي تواجه المرأة في هذا الاتجاه، والآفاق المستقبلية لذلك. وتحمل رابع الورقات العلمية المضمنة في الكتاب عنوان "استخدامات الإنترنت لدى الصحفيين والصحفيات في تونس: دراسة ميدانية" للأستاذة سلوى غزواني، صحفية بمركز المرأة العربية للتدريب والبحوث "كوثر". وتعالج هذه الورقة، استنادا إلى تحليل مضمون مجموعة من المقابلات، استخدام الإنترنت لدى الصحفيات والصحفيين باعتماد تحليل النوع الاجتماعي الذي يأخذ في الاعتبار مسألة تساوي الفرص أمام الصحفية والصحفي في مجال العمل وفي المجتمع خاصة في النفاذ إلى الإنترنت. كما حاولت الورقة استجلاء مواقف الصحفيات والصحفيين حول مواطن تحيز مضمون شبكة الإنترنت ضد اهتمامات المرأة ومدى استجابة هذا المضمون لاحتياجاتها للمعلومات والأخبار والمواضيع. إن إصدار هذا الكتاب يندرج في صلب ما خلص له التقرير الثالث لتنمية المرأة العربية حول "المرأة العربية والإعلام: دراسة تحليلية للبحوث الصادرة بين 1995 و2005"، إذ أكدت نتائج هذا التقرير أن "البحوث تعاملت مع الإنترنت على أنها أشبه بوسائل الإعلام التقليدية التي تؤدي وظائف الإنتاج والنشر أساسا وأنها ركزت على المرأة موضوعا في أقطار عربية وأهملتها منتجة ومستهلكة". ويهدف "كوثر" و"اليونيفيم" من وراء إصدار هذا الكتاب إلى تحفيز مبادرات أخرى أكثر أهمية تتناول بالدراسة والتحليل موضوع مشاركة المرأة العربية في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصال عموما، ومقدار تفاعلها مع هذه الوسائل وتسخيرها للإعلام والاتصال والتواصل خدمة لمصالحها وقضاياها وحقوقها على وجه التحديد، وكذلك حضورها في الإعلام الإلكتروني منتجة ومستهلكة وموضوعا.
| |
|