سيدنا وحبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدنا محمد
هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم ، أبو القاسم ، من قريش ، من عدنان ، من أبناء إسماعيل بن إبراهيم الخليل .
النبي الخاتم ، أرسله الله تعالى إلى الناس كافة ؛ عربهم وعجمهم ، وشريعته ناسخة لجميع الشرائع قبلها ؛
قال تعالى ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ).
ولد بمكة في السنة 53 ق هـ الموافق لـ 571م ،
ونشأ يتيماً ،
ربته أمه آمنة بنت وهب ،
وماتت وعمره ست سنين ،
فكفله جده عبد المطلب ،
ومات جده بعد سنتين ،
فكفله عمه أبو طالب.
نشأ شجاعاً ، عالي الهمة ، صادقا ، فاضل الأخلاق ، لقبه قومه بالأمين ،
وكان أمِّياًّ لا يعرف القراءة والكتابة.
لما بلغ الخامسة والعشرين زوَّجه عمه خديجة بنت خويلد الأسدية القرشية ، وهي تكبره بنحو خمسة عشر عاما ، وكانت غنية أرسلته قبل الزواج بتجارة إلى الشام فأفلح وربح.
ولما بلغ الأربعين من عمره بدئ بالرؤيا الصادقة ، وحُبِّب إليه الخلوة ، فكان يقضي شهرا من كل عام في غار حراء ( في جبل بمقربة من مكة ) يتحنث ( أي يتعبد ) ،
فلما بلغ الأربعين ، في رمضان ( 13 ق هـ ـ 610م ) أوحي إليه في غار حراء بآية : ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ) ،
وشرع يدعو من حوله سراًّ ، فآمنت به زوجته خديجة ، وصديقه أبو بكر الصديق ، وابن عمه علي بن أبي طالب ، وجماعة من قومه ،
ثم جهر بالدعوة إلى الإسلام بالتوحيد ، ونبذ الأوثان ، فهزأت به قريش وآذته ، فصبر ،
وحماه عمه أبو طالب ـ وهو مشرك ـ حتى مات ،
واشتد أذى قريش لأصحابه ، فكان يأمرهم بالصبر ، وأذن لمن ليس له عشيرة تحميه بأن يهاجر إلى أرض الحبشة ، فهاجر ثلاثة وثمانون رجلا عدا النساء والأولاد.
ثم أسلم بمكة ستة من الأوس والخزرج من أهل المدينة ، وعادوا إليها ، فلم يلبث أن جاءه منها اثنا عشر رجلا فآمنوا به ، فبعث معهم مصعب بن عمير ليعلمهم شرائع الإسلام والقرآن ، فلم يمض غير قليل حتى انتشر الإسلام في المدينة ، ووفد إليه جمع من أهلها فدعوه وأصحابه إلى الهجرة إليهم ، وعاهدوه على الدفاع عنه ، فأجاب دعوتهم ، وأمر أصحابه بالخروج من مكة ، ثم لحقهم ، ولما بلغ قريشا خبر هجرته ، تبعوه ليقتلوه ، فنجاه الله وحماه.
ودخل المدينة ، فبنى فيها مسجده ، وجهر بنشر الدعوة ، وبسنة دخوله المدينة يبدأ التاريخ الهجري ، وكان موافقا لسنة 622م.
ولم يدعه مشركو قريش آمنا في دار هجرته ، بل كانوا يقصدونه لقتاله فيها ، فنـزلت آيات الإذن بالقتال ؛ مبينة سببه ووجه الحاجة إليه ؛ دفعا للظلم عن النفس والعرض والمال ، وإزالة لمن يقف في وجه نشر دعوة الإسلام إلى الناس ، فكانت المعركة الأولى بينه وبين قومه قريش في ( بدر ) بجوار المدينة ، وذلك في رمضان من السنة الثانية للهجرة ، وبعدها توالت معاركه مع أعداء دعوته من قومه العرب ، أواليهود الذين نقضوا عهده ، وحاولوا اغتياله مرات عديدة ، فبلغت أكثر من عشر غزوات كبرى ، وكان النصر في أكثرها للمسلمين ، منها : أحد ، والأحزاب ، بني النضير ، وخيبر ، والحديبية ، وفتح مكة ، وحنين ، وتبوك ..
راسل كثيرا من العظماء والملوك والحكام في عصره ؛ يدعوهم إلى الإسلام ، ويطلب منهم السماح لدعوته أن تنتشر في بلادهم وبين أقوامهم.
وفي السنة العاشرة للهجرة حج حجة الوداع ، وفيها خطب الناس خطبة كانت من أطول خطبه ، وأكثرها استيعابا لأمور الدين والدنيا.
وفي أواخر صفر سنة 11هـ حُمَّ بالمدينة ، وتوفي بها في 12 ربيع الأول ، الموافق لـ 633م ، ودفن بها.
أما أسرته صلى الله عليه وسلم : فإن زوجته الأولى هي خديجة ، استمرت معه وحدها إلى أن توفيت سنة 3 ق هـ ، وقد ولدت له القاسم ، وعبد الله ، وزينب ، ورقية ، وأم كلثوم ، وفاطمة ، ومات القاسم وعبد الله صغيرين ، فلم يبق له ولد ذكر ، فتزوج بعدها أربع عشرة امرأة ، دخل باثنتي عشرة منهن كلهن ثيبات إلا عائشة بنت أبي بكر فكانت بكراً ، ولم يولد له منهن غير إبراهيم من سريته مارية ، ولكنه مات أيضا ولم يبلغ سنتين .
وتوفي جميع أولاده في حياته إلا ابنته فاطمة.
وأما معجزته الخالدة ، فهي القرآن الكريم ، وهو كلام الله سبحانه وتعالى ، أنزله إليه بواسطة الملَك جبريل عليه السلام ، منجَّماً حسب الوقائع والأحداث ، وهو الذي بين أيدينا اليوم لم يطرأ عليه أي تبديل أو تغيير ، أو نقص ، أو تحريف.
كان محمد صلى الله عليه وسلم على خلق عظيم ، أرسله الله إلى الناس كافة ، وختم به النبوة والرسالة.
][][§¤°^°¤§][][-عن المجموعة البريدية لشبكة الفجر-][][§¤°^°¤§][][